لجسد الذي أُلقي علي كُرسي سليمان عليه السلام

 لجسد الذي أُلقي علي كُرسي سليمان عليه السلام

قال الله تعالي ( وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ) سورة ص الآية 34 .

أتت إحدى الروايات بتفسير لهذه الآية فقالت: (إن هذا الجسد هو ابن سيدنا سليمان الذي ولد ميتًا و مشوهًا) .

وقد بيًّنا في موضوع سابق معنى لفظ الجسد حيث وصف الشئ الذي ليس به حياة مُطلقًا، مثل: عجل السامري الذي صنعه من حُلي القوم ليتخذوه الهًا، قال الله تعالي ( وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ ۚ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا ۘ اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ ) سورة الأعراف الآية 148 .

كما نفي الله تعالي أن يكون الأنبياء جسدًا لا يأكلون الطعام حيث قال الله تعالي: ( وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ) سورة الأنبياء الآية 8 .

فالأنبياء ليسوا جسدًا لا يأكل الطعام، لأنَّ الجسد لا حياة فيه مُطلقًا.

ولكن الذي يصف الإنسان الذي به حياة هوالجسم، قال تعالي ( وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم ) سورة البقرة الآية 247 .

وبعد موت الإنسان يتحول جسمه إلي بدن ليس فيه حياة .

قال الله تعالي ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ) سورة يونس الآية 92 .

إذًا البدن وليس الجسد هو الذي يصف هيكل الإنسان بعد موته وبهذا يتبين لنا أن الرواية التي قالت أن لسُليمان ابن ولد ميتًا ومشوهًا هي رواية موضوعة لا تتفق مع معني كلمة الجسد في القرآن الكريم .

والله أعلم .

إبراهيم محمد حامد.