أخبار الموقع

المعنى الصحيح للفظ في القرآن الكريم ودوره في فقه كلام الله تعالى وتدبر آياته.

 المعنى الصحيح للفظ في القرآن الكريم ودوره في فقه كلام الله تعالى وتدبر آياته.

إنَّ الشرط الأول لفقه كلام الله تعالى وتدبرآياته دون إختلاف بين إنسان وآخر، هو أن نُدرك أنَّه لا يوجد معنى واحد للفظين مختلفين في القرآن، كأن ندرك مثلًا أنَّ الطودَ ليس هو الجبل العظيم، وذلك حسب ما تبين لنا في موضع سابق تناول معنى كلمة الطود في القرآن.
والشرط الثاني أن نصل بدقة إلى المعنى الصحيح لكل لفظ وأنَّه لا يجوز أن يشترك معه لفظ آخر في نفس المعنى.
من بعد ذلك سنجد أنَّ ما سبق هو السبيل الوحيد للرد على الشبهات التي يتم إثارتها حول القرآن الكريم.
أمّا أن يتم استخدام معنى خاطئ للفظ القرآني فحتمًا لن يَدُل على مراد الله، وذلك لابتعادنا عن المعنى الحقيقي الذي آراده الله تعالى من اللفظ، وعلينا أن نضع في إعتبارنا أنَّ هذا المعنى الخاص باللفظ ويدل عليه لا يتغير ابدًا مهما كانت الكلمات التي حول هذا اللفظ، الأمر الذي يُساعد في فقه مراد الله من كل لفظ ومن ثمَّ من كل آية في القرآن وبشكل ثابت لا يتغير من إنسان لآخر.
إنَّ تدبر القرآن يحتاج لمعنى ثابت لكل لفظ لا يتغير فيما عدا بعض الألفاظ التي تستمد معناها من السياق مثل(ما) النافية و(ما) الإستفهامية( فكل لفظ منهما في سياقه يحقق الثبات الذي لا يتغير)، وهذا يُساعدنا في تدبر القرآن دون أن نختلف فيما بيننا، شرط الوصول للمعنى الصحيح للفظ .
أما عكس ذلك من استخدام معنى خاطئ للفظ في القرآن فهو ما يُساعد المُشككين في عملهم للطعن في كتاب الله تعالى.
مثل: أن يتم استخدام كلمة البدن في حياتنا (بل في معاجم وتفاسير) على أنَّها الإنسان الذي لا يزال على قيد الحياة!
ووفقًا لمعنى البدن في القرآن فهو استخدام خاطئ فتح الباب أمام المُشككين في كلام الله تعالى فقالوا أنَّ القرآن به تناقض، فمرة يقول فرعون غرق ومرة أخرى يقول فرعون نجى!
ذلك قولهم بأفواههم لم يصيبوا من الحقيقة شيئًا، لأنَّهم ظنوا كما ظننا أنَّ البدن يصف الانسان الذي لا يزال به حياة! ولكن عندما نتدبر المعنى الحقيقي للبدن في القرآن، سنجد أنَّ كلام الله برئ من هذا الوصف الخاطئ لمعنى لفظ (البدن) الذي تم ذكره في القرآن.
حيث بيَّنا من قبل أنَّ البدن هو هيكل الإنسان المادي بعد أن فقد الجسم الحياة بالموت.
فعلينا ألَّا نُعرض عن الوصول للمعنى الصحيح لكل لفظ في القرآن الكريم، و عندها لن يجد مُشكك (ولو واحد) سبيلًا للطعن في كتاب الله تعالى.
ولن نجد مُسلمًا عاجزًا عن فقه كلام الله تعالى وتددبر آياته.
وإن تدبرناه وفقا للمعاني الصحيحة للألفاظ لن نجد فيه إختلافا واحدا.
قال الله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿82﴾ ) سورة النساء.
إبراهيم محمد حامد

ليست هناك تعليقات