أخبار الموقع

لماذا قال الله تعالي ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴿92﴾ ولم يقل (فاليوم نُنجي بدنك ) ؟!

  لماذا قال الله تعالي (  فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴿92﴾  ولم يقل (فاليوم نُنجي بدنك ) ؟!

لو قال: فاليوم نُنجي بدنك فإن تكملة الآية ( ولله المثل الأعلي ) ستكون (ليكون لمن خلفه آية ) لأن محور الكلام هنا سيكون البدن وليس فرعون، وهذا لا يجوز لأنَّ البدن في حد ذاته ليس هو العبرة من النجاة، ولكن العبرة والآية هي فرعون الذي استكبر وطغي وأفسد في الأرض.

فالعبرة والآية هي فرعون نفسه وعمله لذلك عاد الكلام علي فرعون، ولم يَعُد على البدن الذي خرج من الماء دون نفس فرعون ليكون دليلًا على موت فرعون.

وقد دل حرف الباء في لفظ (ببدنك) ؟ والذي افاد التجزيئ أي أنَّ بدن فرعون الذي هو جزء منه هو فقط من سينجو من الهلاك في البحر، دون نفس فرعون التي ذاقت الموت عندما أدركها الغرق.

وحينما ينظر الناس إلي بدن فرعون سيعلموا أنَّ فرعون الطاغية الذي أمرهم أن يتخذوه إلهًا، لم يُغن عنه عمله من الموت شيئًا، أي أنَّ آخرة كل مُستكبر مهما بلغ طُغيانه هي الموت حتمًا. 

                  والله أعلم.

     إبراهيم محمد حامد

ليست هناك تعليقات