لماذا اختلفت بعض الألفاظ في قصة موسي عليه السلام وفرعون ؟ ( وأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ) ( وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ )
تأمُلات جديدة حول الاختلاف الذي جاء في قول الله تعالى ( قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ) ﴿111﴾ سورة الأعراف
( قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ) ﴿36﴾ سورة الشعراء
لنتبين من خلال تدبر آيات الله ، لماذا تم ذِكر كلمة ( أَرْسِلْ ) وفي مرة أخرى ، تم ذكر كلمة ( ابْعَثْ) ؟.
قال سبحانه وتعالى (قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿34﴾ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴿35﴾ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿36﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴿37﴾ فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ﴿38﴾ وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ ﴿39﴾ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ﴿40﴾ . سورة الشعراء
قال الله تعالي ( قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿109﴾ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ ۖ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴿110﴾ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿111﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ﴿112﴾ وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ﴿113﴾ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿114﴾ . سورة الأعراف .
تم ذِكر هذه الآيات الكريمة في قصة موسى وفرعون ، عندما واجههُ موسى عليه السلام بآياتِ الله الحسية كالعصى ، كي يُؤمن فرعون أن موسى عليه السلام ، رسول من ربِ العالمين .
وقد تعددت التفاسير التي تناولت الآيات السابقة ، فمنهم من قال : إن كلمة (ابْعَثْ ) تدل علي الإثارة والتهييج ، أي إثارة الناس ضد موسي .
ولكن عند تدبُر كلام الله تعالى ، يتبين لنا أن الآيات لم تدل على هذا القول ، لأن كلمة ( ابْعَثْ) تم ذكرها لجمع السحرة ، وليس لجمع الناس ، الذين تم ذكرهم في الآية ( وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ ﴿39﴾ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ﴿40﴾ ) أي أن الناس كان دورهم هو مشاهدة السَّحَرَةَ ، وهم يغلبون موسى كما كان ظن فرعون .
أما كلمة ( أَرْسِلْ) قالوا عنها : إنها دلت علي التبيلغ ، والجلب .
والبعض الآخر قال : إن كلمة ( أَرْسِلْ) كانت موجهة لعامة الناس ، بينما كلمة ( ابْعَثْ) كانت موجهة للملأ والصفوة من قوم فرعون ، لمكانتهم بين الناس .
ولكن ما نراه في الآيات يَدل على أنها تم توجيهها من صفوة القوم لفرعون .
وبعض العلماء قالوا : إن قول ( فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ) قاله قوم فرعون ، وليس فرعون هو القائل ، وكأنهم يطلبون من فرعون أن يأمرهم بما يريد أن يفعلوه تجاه موسى .
بينما قال علماء آخرون : إن القائل هو فرعون ، لأنه يستشير قومه ماذا يفعل .
ولكن يتبين لنا ، أنَّ قول ابْعَثْ وأَرْسِلْ، لم يكن قول فرعون ، إنما كان قول الملأ من حوله ، ثم قول صفوة القوم بعد أن أخذ مشورتهم .
وعودة إلى ما قاله بعض المفسرين ، حيث ذكروا أنَّ لفظ ( فجُمع ) دليلاً علي كثرة عدد السحرة .
وفي النهاية قالت أغلب التفاسير : ( ما حدث كان مجرد اختلاف لفظي لحدث واحد بألفاظ مُختلفة ) .
و لم ينتبه البعض لوجود اختلافات بين مجموعة من الألفاظ ، مثل : لفظ ( فجُمع ) ولفظ ( وجاء ) وبين كلمة ( أَرْسِلْ) و كلمة ( ابْعَثْ ) ، حيث قالوا : إنَّ كل كلمتان أعطتا معنى واحد ، مثل : ( أَرْسِلْ) قالوا هي ( ابْعَثْ ) ولا فرق بينهما .
والبعض أشار إلى أنَّ فرعون قال في البداية ( ساحر ) فلمّا ازداد غضبه من موسى قال ( سَحَّارٍ) .
ولكن هذا لا يبدو في السياق الذي أظهرته لنا الآيات التي وصفت الحدث بدقة قرآنية بالغة .
وكالعادة أثار أعداء الاسلام الشكوك حول الآيات الكريمة ووصفوا كلام الله بأنه كلام بشري لاحتوائه علي ألفاظ مُختلفة في حدث واحد !
حيث قالوا في انتقادهم لكلام الله : هل ملأ فرعون قالوا : ( أَرْسِلْ) أم ( ابْعَثْ ) , ( سَحَّارٍ) أم ( ساحر ) ، ( وجاء السَّحَرَةَ) أم ( فجُمع السَّحَرَةَ) ، وكأن الكاتب أخطأ ، ولم يُلاحظ هذا الاختلاف الذي وقع فيه ، مدعين أنه كلام بشر !
عند قراءة الآيات يبدو لنا أنَّ هناك آيات مُكررة ، وألفاظ مُختلفة في حدث واحد !
لكن عندما نتدبر كلام الله نكتشف أنه ليس هناك أخطاء كما أدعى أصحاب الشُبهات ، ولا حتي ترادف في المعنى كما أشار بعض العلماء .
إنَّ هذا الاختلاف في الكلمات أوضح قدرة الله سبحانه وتعالى ، ودقة كلامه الذي يُعبر عن كل حدث بما يُناسبه ، وتبينَ أنَّ ما كان هجوم ، وتقليل من كلام الله تعالى ، يتضح من التدبر أنه كلام بالغ الدقة ،لا يأتي إلا من الخالق الذي فوق كل ذي علم .
وإذا بدأنا بتدبر الآيات ، نلاحظ أن هناك توافقاً في بعضها واختلاف في البعض الآخر ، فما سبب ذلك ؟
عند التأمل سنكتشف أن سرد الآيات هكذا لا يقدر عليه البشر فالله سبحانه وتعالى ، يعلم معنى كل كلمة ، وما يتناسب منها مع كل حدث ، حتي إن بدا للقارئ أنه اختلاف في بعض الألفاظ ، أو أنه حدث واحد !
وإذا ألقينا نظرة على محور الاختلاف الرئيسي في الآيات سنجده في كلمتين هما ( أَرْسِلْ, ابْعَثْ ) لأنَّ بعد كل كلمة منهما حدث اختلاف في بعض الألفاظ .
قال الله تعالي ( قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿36﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴿37﴾ ) ، في المقابل بدأت الآية الأخري بكلمة أَرْسِلْ حيث قال الله تعالي ( قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿111﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ﴿112﴾ ) .
وكما قلنا سابقا أنَّ ذلك بدا اختلاف في الألفاظ ، ولكن لماذا هذا الاختلاف الظاهر ؟
إنَّ القرآن لا يحتوي علي كلمة في مكان يُمكن استبدالها بكلمة أخري ، ومن خلال ذلك سيتبين لنا ، أن الاختلاف الذي حدث ، كان وصفاً رائعاً عن الأحداث بتفاصيلها الدقيقة التي تحتاج إلى تدبر ، وإمعان النظر في كلام الله ، ليتبين لنا أنَّ قوله الحق ( الذي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ) ، يعجز البشر ، والجن على أن يأتوا بمثله .
(وَأَرْسِلْ ، وابْعَثْ) حقاً كانتا هما سبب اختلاف الألفاظ بعدهما لأنَّ كل كلمة منهما ، هي مفتاح لما بعدها ، صنعت الشكل المميز عن الآية الأخري ، ولم يكن الأمر مُجرد اختلاف لفظي دون قصد ، ولم يكن حدثاً واحداً اختلفت فيه الكلمات .
وقبل أن نتدبر كلمة ابعث وما بعدها من كلمات في ذات الآية نوضح مُقدمات الأحداث :
كان فرعون وملأه يُريدون مواجهة موسي عليه السلام بالسحر للقضاء علي دعوته ، ومن أجل ذلك سعو إلى جمع السحرة الذين يُمكنهم مواجهة موسي عليه السلام ، والانتصار عليه .
ولم يخف علي فرعون ، وملأه ، وعلية قومه أن يأتوا بكل السحرة ما أمكنهم ذلك .
وهنا تبدأ بعض الأسباب في الظهور لتُبين لماذا اختلفت بعض الالفاظ في الآيات الكريمة .
ماذا حدث عندما بدأت تتوالى الأحداث ؟!
أصدر فرعون وملأه الأمر للجنود لكي يأتوا بالسحرة من قوم فرعون ، والمدن التي تحت حكمه .
فكان الأمر موجها للجنود بأن يأتوه بكل ( سَحَّارٍ) ، وهو الساحر شديد التمكن في عملية السحر.
ولأن السحرة من قومه ، فإن الجنود لا شك يعلمون من هو الساحر المُتميز بين أقرانه ، من الساحر الضعيف الذي لن يعتمدوا عليه في مواجهة موسى.
وعند تتبع الكلمات ، ظهرت كلمة أخري تتناسب مع ذلك الحدث ، وهي لفظ ( فجُمع ) إنه لفظ يَدل علي أن السحرة سيأتون مع الجنود سواء كان بإرادتهم أو دون إرادتهم ، وجاء حرف الفاء ليَدل علي سرعة التنفيذ ، ( إنها عملية جمع للسحرة ، وليس مجيء بمحض إرادتهم ) .
دل ذلك علي سيطرة فرعون ، وجنوده على السحرة لأنهم من قومه ، ومن المدائن التي يحكمها ، فالسحرة ليسوا في مكان بعيد .
إنَّ ما سبق هو سبب استخدام لفظ ( سَحَّارٍ) في الآية ( قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿36﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ) .
وبعد ما تبين لنا لماذا تم ذكر كلمتي ( سَحَّارٍ) و ( فجُمع ) ننتقل إلى كلمة (ابْعَثْ) ، فسيتضح لنا لماذا تم استخدامها هنا في الآية تحديداً ، وليس ( أَرْسِلْ) مثل الآية الأخرى .
( ابْعَثْ) تدل علي أن الجنود الذين سينفذون الأمر ، معهم صلاحيات تعطيهم حريات استخدام كل الوسائل لتحقيق الهدف المُحدد .
لذلك جاء لفظ ( فجُمع السحرة ) بعد كلمة ( ابْعَثْ) ، إنَّ الجنود هنا ليسوا أصحاب رسالة فقط ، ولكن هم أصحاب صلاحيات تنفيذ الهدف المحدد بأي وسيلة يرونها ، وهذا ليس من صلاحيات الرسول .
والدليل على ذلك لفظ ( فجُمع ) الذي معناه : المجيء الذي لا إرادة فيه لمن يتم جمعه من السحرة من قوم فرعون ، ومن المدائن التي يحكمها .
وعند الانتقال إلى لفظ ( أَرْسِلْ ) ، يتضح أنها ناسبت هي الأخرى الحدث الأخر ، فكلمة ( رسالة ) معناها أن هناك رسول تم تكليفه بتيلغ الرسالة فقط ، دون أن يكن معه صلاحيات زائدة ، أو إجبار من تم ارساله إليهم على قبول تنفيذ الرسالة .
وعندما نتدبر كلمة (أَرْسِلْ) في الآية ( وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ ) قد دلت علي أن من ذهبوا من جنود فرعون ، كانوا مجرد رُسل حاملين رسالته لسحرة أغراب لا يخضعون لحكم فرعون ، فلا يمكن جمعهم في هذه الحالة بالقوة ، إنما إبلاغهم فقط برسالة فرعون , لأن السحرة هم أصحاب القرار في أن يأتوا ، أو لا يأتوا .
وهذا بدوره يبين لماذا تم استخدام قول الله ( وَجَاءَ السَّحَرَةُ ) ، إنها دلت علي حرية السحرة في أن يأتوا ، أو لا يأتوا ، إن القرار سيكون بمحض ارادتهم ، و ( الواو ) هنا لم تبين زمن مُحدد للمجئ ، الأمر الذي يؤكد أنهم سحرة أغراب ، لهم حرية الارادة في المجيء من عدمه ، ويؤكد أيضا بعد مكانهم عن بلاد فرعون .
شيئا آخر دل على أنهم ليسوا من قوم فرعون ، أو من المدائن التي يحكمها ، وذلك عندما طلب السحرة الحصول على أجر إن كانوا هم الغالبون ، إنَّ هذا الأمر لا يتجرأ عليه السحرة من قوم فرعون .
لكن هل جنود فرعون ، أو رسله كانوا يعرفون من هو المتميز من بين سحرة أغراب ؟
هذا سيقودنا الي لفظ أخر تم ذكره في الآية , إنها كلمة ( ساحر ) هم سيدعون كل السحرة دون أن يُفرقوا بين ساحر مُتمكن ، أو أقل قوة ، لذا جاء ( لفظ ساحر عليم ) التي دلت علي أن هؤلاء السحرة كانوا أغراب عن فرعون ، وجنودُه يجهلون من هو الساحر المُتمكن فيهم .
وعودة إلي ( أَرْسِلْ) إنه فعل قاصر علي تبليغ الرسالة دون أن يكون للرسل صلاحيات التنفيذ في جمع السحرة عكس كلمة (ابْعَثْ) التي دلت علي أن الجنود ، لم يكن دورهم التبليغ فقط , ولكن كان معهم صلاحيات أعطتهم حرية في تحقيق الهدف.
و يُمكننا إيجاز جميع ما سبق ما سبق فيما يلي :
لفظ (ابْعَثْ) دل علي أن الجنود سيأتون بالسحرة من قوم فرعون , ومن هم تحت حكمه ، كما دلت الكلمة علي حرية الجنود في استخدام الوسائل التي يرونها لتنفيذ المهمة , وتحقيق الهدف ، وهو أن يأتوا بالسحرة .
لماذا استخدم الله تعالي كلمة ( سحّار ) ؟
لأن السحرة من قوم فرعون , ومن تحت حكمه, فإن الجنود يعلمون من هو الساحر المُتميز الذي سيأتون به دون الساحر الضعيف .
و لفظ ( فجُمع ) يُوحي بأن الجنود سيأتون بالسحرة , حتي لو أجبروهم علي ذلك ، لأن كلمة ( الجمع ) تدل علي أنه لا إرادة لمن يتم جمعه .
مثل قول الله تعالي (قُلِ ٱللَّهُ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يَجۡمَعُكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ٢٦ ) سورة الجاثية , فليس للناس قرار في يوم البعث ، ولكن سيتم جمع الناس سواء بإرادتهم ، أو دون إرادتهم .
والفاء التي سبقت كلمة ( جمع ) في قول الله تعالى ( فَجُمِعَ السَّحَرَةُ ) دلت علي سرعة التنفيذ , وهو ما دل بدوره علي أن السحرة من قومه ، ومن المدائن التي يحكمها .
أما لفظ ( أَرْسِلْ) فقد وصف عملية الإرسال , التي تعني التبليغ فقط ، وهذا بيَّنَ أنَّ السحرة ليسوا تحت سيطرة فرعون ، وأنهم من أماكن بعيدة.
والدليل قول الله تعالي ( وَجَاءَ السَّحَرَةُ ) حيث دلت علي المجئ الحُر ، وليس الإجبار ، و( الواو ) هنا لا تدل علي فترة زمنية مُحددة لمجيئهم عكس حرف ( الفاء ) في كلمة ( فجُمع ) التي دلت علي سرعة التنفيذ لقرب مكان السحرة وخضوعهم لفرعون .
قال الله تعالى ( وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ) الآية ﴿113﴾
عندما طلب السَّحَرَةُ الحصول على أجر إن كانوا هم الغالبون بعد لفظ ( أَرْسِلْ) أكد أن السَّحَرَةُ أغراب عن فرعون ، لأنهم لو كانوا من قومه ، أو تحت حكمه ، لما تجرؤا على طلب أجر من فرعون وهو الحاكم الذي وصل تجبره إلى درجة أنه أمر قومه أن يتخذوه إله ! .
إبراهيم محمد الدمياطي
ليست هناك تعليقات